By
Reuters
Published
Mar 28, 2012
Download
Download the article
Print
Text size

نهاية الحب مع الصين، مصانع الموضة تتوجه غربا

By
Reuters
Published
Mar 28, 2012

باريس - أصبحت سلسلة من الدول في أوربا وحولها مراكز جديدة لصناعة ملابس الموضة، تحل مكان الصين في التوجهات الصناعية للماركات لأنها أكثر تكيفا مع رغبات الممولين وأقربها للبلدان المضيفة، من حيث التمويل فالصين أصبحت أكثر غلاء أيضا ليبقى اختيار التصنيع في المغرب أو في جمهورية مولدوفا أسواق في المتناول.


صورة : CORBIS

إنها صناعة يكون فيها سلوك المستهلك المتقلب والمتطلب محركا رئيسيا، لذلك على المنتجين أن يتمكنوا من ملاحقته لكي يستطيعوا البقاء أمام صناع من الحجم الثقيل مثل Zara من Inditex التي يمكنها أن تتوفر على نسخة لفستان عرضها في متاجرها خلال أسابيع والتي تضم بالفعل 60 في المائة من الطلب في أوربا وأماكن مجاورة.

ويقول المصمم "جيوفاني بيانشي" من علامة Perla ل"رويتز: "بالطبع انه أغلى بالنسبة لنا أن نصنع في تركيا أو تونس من الصين ولكن لا يمكن أن نعده باهظا إذا اعتبرنا ارتفاع الأجور في الصين وكذلك بالنسبة لنا، فانه عملي أكثر أن نصنع في بلدان مجاورة لأنه سيكون لدينا تحكم أكثر في الجودة". وقد غير هذا المصنع للملابس الداخلية من الدانتيل الناعم مكان تصنيعه نحو تركيا وتونس مغيرا بذلك الصين خلال نهاية السنة الماضية كما أنها غيرت مصادر ملابسها من الصين إلى البرتغال أيضا.
يقول المصمم انه مقابل 10 يورو تصرف في الصين مقابل نفس العمل يمكن دفع 15 إلى 16 يورو في تونس أو تركيا، فتبقى إذن الصين اقل تكلفة ولكن ما الذي تغير إذن؟

لقد ارتفع المؤشر الوطني للأجور في الصين بنسبة 15 في المائة على مدى خمس سنوات، ويقيم المعهد الفرنسي لصناعة الموضة، الميزانية الشهرية التي أنفقت في المناطق الساحلية للصين بمقدار 400 يورو سنة 2011 بينما كانت 240 يورو سنة 2005، مقارنة مع نسب أجور في تونس في 160 يورو و152 يورو في المغرب و200 يورو في ملدوفا.
كما أن الظروف الصعبة للإنتاج التي تتطلبها المصانع الصينية جعلت شركات الموضة تفكر مرتين قبل إعادة التعاون معها، كما أن داري الموضة بفرنسا Jean-Charles de Castelbajac و Barbara Buiومجموعة الملابس الجاهزة Etam قد نقلا فعلا جزءا من إنتاجيتهم إلى البلدان المجاورة.
كما تقول "سلين لوبيز" التي تشرف على إنتاج Castelbajac " إن متلازمة الجودة والسعر التي كانت لدينا مع الصين لم تعد كما نريدها" لذلك نقلنا إنتاجيتنا نحو هنغاريا.

كما أن Barbara Bui استقرت في هنغاريا ثم بلغاريا ورومانيا وفي تركيا سنة 2010، ويقول "جون ميشيل لاغارد" المدير المساعد للعلامة: "هناك عائق اللغة والمسافة بالنسبة للصين لذلك كان يصعب علينا دائما مراقبة جودة الإنتاج"
"يمكننا بكل سهولة أن نفرض رؤيتنا للأشياء حينما نعمل مع مصنعين من الجنوب أو من أوربا الشرقية".

Etam تتوفر على 20000 موظف في الصين ولكن منذ الشهر الماضي نقلت العلامة جزءا من إنتاجيتها نحو تونس، المغرب، البرتغال واليونان وتركيا. ويقول "لوران ميلشيور" المدير التسييري " نريد رفع تفاعليتنا للحصول على منتجاتنا في الأسواق ."

الاختيار
وتقول "آن لور لنجيت"، الناطقة باسم هيئة التجارة في فرنسا التي تمثل قطاع الملابس الداخلية والتريكو، إن المصنعين الصينيين أصبحوا أكثر صرامة فيما يخص الدفع المالي والساعات وأحجام العمل منذ إقفال وحدات صناعية في أزمة 2008-2009 مما أعطى للمصانع المتبقية إمكانية مفاوضة أكثر وسمح لها أيضا باختيار زبائنها.
وتقول لنجيت" الشركات الصينية تفضل طلبات الملابس الداخلية القادمة من أمريكا لأنهم اقل تعقيدا من الأوربية، كما أن العلامات الأمريكية تستعمل موديلات أكثر أساسية وتطلب كميات اكبر من العلامات الأوربية، وبالتالي فإن المصنعين بالصين أصبحوا اقل رغبة في العمل مع الأوربيين وشددوا شروطهم". كما قالت أن بعض العلامات لمست في بعض المصانع في أوربا الشرقية وتونس وتركيا رغبة اكبر في المساهمة في تطوير عملية التصنيع من نظرائهم في الصين.

هذا التغيير هو أيضا ناجم إلى حد ما عن سياسة معتمدة من قبل الحكومة الصينية بحيث أنها رقم واحد في آسيا وتريد أن تحافظ على حراكها بين سلسلة القيمة الصناعية التي تتطلب مهارات وتكنولوجيات.
وقال "بول تانغ"، كبير الاقتصاديين في بنك آسيا: في الخطة الخمسية الماضية، بكين تخطط للإبقاء فقط على الصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة العالية، والتي تسفر عن تكاليف إجمالية".
وتبقى آسيا مركزا للصناعات التحويلية للموضة للعلامات الأوربية بنسبة 75 في المائة من سنة 2012 وفق دراسة حققها المعهد الفرنسي للموضة.

وحسب الدراسة أيضا، فانه بين يناير وسبتمبر من السنة الماضية فان الطلبيات في الصين ارتفعت بنسبة 8 في المائة أي بما يعادل 23 مليار يورو، متفوقة بذلك على اكبر فاعل في الجيل الجديد وهو المغرب حيث تنمو الطلبات بنسبة 10 في المائة بمقدار 1.7 مليار يورو.
غير أن الدراسة أبانت أيضا، أن العديد من الفرنسيين الفاعلين في قطاع الملابس الداخلية وجهوا اهتماماهم نحو بلغاريا كما أن أزيد من ربع الفرنسيين من الفاعلين في قطاع الملابس الداخلية ينتجون تصميماتهم في كل من المغرب وتونس.
كما أن الدراسة أوضحت كذلك أن أوكرانيا تعد من النقط التجارية المهمة بعلامات كبرى مثل Hugo Boss، Quiksilver، FCUK أما في رومانيا فنجد Harrod، Zara و c & a وفي بيلاروسيا زبائن كبار أيضا مثل Calvin Klein، DKNY وفي مالدوفا، Dolce & Gabbana، Guess، Armani، Cavalli

المحطة التالية للمضيق؟
منحيات على آلاتهن للخياطة، في مصنع مضاء بشكل جيد، تقوم عشرات النساء في تونس بزيهن الموحد الأزرق بحياكة بعناية فائقة ملابس داخلية كان يمكنها أن تصنع في الصين.
يشغل مصنع قريب من مدينة صفاقس 700 موظفا وتنتج ملابس داخلية ومايوهات سباحة لعلامة Perla ماركات أخرى أيضا.
في طاولات أخرى هناك عاملات تراقبن الجودة النهائية لحمالة الصدر من الدانتيل الأبيض واللون الكريمي لتعاين كل العيوب قبل أن تضعها في علب صفراء من أجل تعبئتها، تسمع طرقعات آلات الخياطة ترددها الجدران البيضاء.
ويبقى المدير ميشال، تتخوفا من تكلفة المواد الأولية وأيضا من تأثير الربيع العربي للسنة الماضية الذي وكما يقول انه أثبط عدة زبائن ولكن إذا كان بالإمكان اعتبار أن هذا الاتجاه يقع ضمن الاستمرارية فإن قلقه سيكون مقلا.

ويقدر ستانلي لاو، نائب رئيس اتحاد الصناعات في هونغ كونغ، والتي يمثل حوالي 3000 مصنع تنفيذي في الصين أن تكاليف الإنتاج في الصين قد زادت بنسبة 20 إلى 30 بالمائة خلال مدى العامين الماضيين.
كما أكد أن الدولة ما زالت قوية فيما يخص الإنتاج الصناعي الأساسي بسلسلات تمويل هائلة وتجمعات صناعية كبرى في منطقة دلتا نهر اللؤلؤ ولكن المنافسة ساخنة. " المستثمرون الأجانب لم يعودوا يرون أن الصين هي الخيار الأول فلديهم اعتبارات أخرى، في الماضي كانوا يفكرون فقط في الصين لإنشاء مصانعهم أما الآن فيتوفرن على أربع أو خمس اختيارات أخرى" ، إذ يعتبرون معايير جديدة مثل القرب الجغرافي والعمل وسلسلة التموين لاتخاذ قراراتهم". ويقول لاو "لقد رأينا بعض الشركات تقيم مصانع في المضيق" "يمكنكم أن تلاحظوا أنها أصبحت صيحة جديدة".

© Thomson Reuters 2024 All rights reserved.

Tags :
Industry